هل يمكن أن يكون الحوار بديلاً عن الحرب..؟
يمنات
صالح هبرة
باتَ الوضع في اليمن و بعد مرور ما يزيد على العقد من نزيف الدم، حيث لا تخلو مساحة أرضٍ أو تبّةٍ أو وادٍ على طول اليمن و عرضها إلاّ و قد تلوّن بدمٍ من دماء أبناء الشعب اليمني، أو تناثرت عليها بعض من أشلائه؛ شأن كل الحروب – إذا لم يطفئها عقلاء قوم – أن يكون وقودها جُثثٌ وهَامٌ.
و هكذا ما طلعت شمس يومٍ – على مدى تلك الفترة – إلاّ و سقط دمٌ جديد من هذا الطرف أو ذاك، مخلفة وراءها عدداً من الأرامل و الأيتام، و كلّ طرف قد أجمع أمره و شركاءه، و جعل غاية أهدافه أن يقضي على الطرف الآخر؛ ليتفرد بالسلطة وحده لا شريك له فيها أو منازع.
و كلّما قلنا: عساها تنجلي، قالت الأيام: هذا مبتداها.
كما بات كل طرف يستقبل كل يوم مجموعة من شهدائه و جرحاه متوعداً بتقديم المزيد ساجداً لله شكراً أن أخذ تبةً هنا أو قطعة أرض هناك، أو استعادها من الطرف الآخر، و يقدم ما يقوم به أنه بدافع الحرص على الدين و الوطن و لمصلحة الشعب المقهور.
و هكذا كلما خبَت الحرب زادوها سعيراً، و ابتكروا وسائل جديدة للتحشيد، و كِلا الطرفين يعرفان أن الصّراع الموجود نتيجة الانقسام و أن كل طرف يمتلك شرعية بقائه في بلده، و المشاركة في إدارة وضعه كما الآخر، سواءٌ فيه من أسرّ القول و من جهر به، و من هو مستخفٍ بالليل و سارب بالنهار.
و لا يستطيع أحد أن يجاهر بعكس ذلك؛ فلماذا لا يجعل كل طرف من هذ المبدأ – و هو الإيمان بحق الكل في العيش المشترك كيمنيين أبنا بلدٍ واحد – قاعدة لإطلاق مُصالحةٍ وطنية، و الجلوس على طاولة الحوار؛ للتفاهم و الخروج بقواسم مشتركة ترضي جميع الأطراف، و تضمن إشراك الكل في إدارة البلد بدلاً من لغة الحرب و القتل، مع أنها ستعود إلى الحوار إن عاجلاً أو آجلاً..؟
و لماذا لا تبادر بذلك؛ حقناً لدماء اليمنيين؛ و قطعاً للخط على المستفيدين من إشعال الحروب و إذكائها بين أبناء الشعب اليمني..؟من قبل دول تحالف العدوان او الدول المستكبرة. فإذا اتفق الخصمان بطلت الشريعة أرجو أن يتم ذلك، خصوصاً أن الوقت قد حان، و الظروف مواتية، و كل طرف قد استنفد ما بوسعه و لم ولن يصل إلى نتيجة تسمح له بالتفرد بالسلطة، فحوارٌ يرضي الجميع، و لو استمر لعشر سنوات – بدون دماء- أفضل من حرب ساعة، فلا يوجد مشكلة بدون حل، و لا يمكن لحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية.
فإذا كان لا بدّ لها من حلٍ؛ فلماذا لا يكون الآن قبل مزيدٍ من الدماء..!!
و نكتفي بما قد حصل، وكل طرف يعتبر نفسه منتصراً، و لو لم يعترف له الطرف الآخر، فحرصُه على أرواح أتباعه و أبناء وطنه يعد قمّة الانتصار و العقل و الحكمة و منتهى الشجاعة.
فتفجير الحروب من أبسط الأمور، لكن الخروج منها في منتهى الصعوبة، و يحتاج لعقل كبير و حكمة يمانية.
دمتم و دام الوطن بخير و سلام
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.